0 / 0
16,65505/12/2009

حكم قول بعض الناس : فلان كاتب الوحي لفلان .

السؤال: 143860

عندنا في العمل بعض الزملاء يقولون لبعض : ” هذا فلان كاتب الوحي لفلان ” ؛ فهل هذا القول جائز ؟ وجزاكم الله عنا كل خير .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

كان للنبي صلى الله عليه وسلم جماعة من الصحابة الأمناء يكتبون عنه الوحي ، وهم ما عرفوا باسم : “كتاب الوحي” كالخلفاء الأربعة ، وعبد الله بن عمرو بن العاص ، ومعاوية بن أبي سفيان ، وزيد بن ثابت وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين .

وقول المسلم عن إنسان : ” هذا فلان كاتب الوحي لفلان ” فيه خطر عظيم ، إذ مفاده أن ما يمليه عليه ذلك الشخص إنما هو وحي من الله .

وكأنه يشبه ذلك الرجل بالنبي الذي يوحى إليه ، ويشبه صاحبه بالصحابي الذي يكتب الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم ، وفي هذا التشبيه خطر عظيم .

فإن كان قاصدا لذلك فهو كفر وردة عن دين الإسلام .

وإن قاله على سبيل اللهو واللعب ، فأقل أحواله التحريم إن لم يصل الأمر للكفر ؛ لما فيه من الاستهزاء والسخرية بالوحي والنبوة والصحابة .

وقد قال تعالى : (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ).

قال الشيخ ابن عثيمين : ” جانب الربوبية ، والرسالة ، والوحي ، والدين ، جانب محترم ، لا يجوز لأحد أن يعبث فيه لا باستهزاء بإضحاك ، ولا بسخرية ، فإن فعل فإنه كافر ؛ لأنه يدل على استهانته بالله عز وجل ورسله وكتبه وشرعه ، وعلى من فعل هذا أن يتوب إلى الله عز وجل مما صنع “. انتهى “مجموع الفتاوى والرسائل” (2/127) .

وليحذر المسلم من التندر بأي شيء من الأمور الشرعية سواء على سبيل السخرية أو اللهو واللعب ، أو حتى ضرب الأمثال ، وإطلاق التشبيهات المجازية . فإن في ذلك خطراً عظيماً .

وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ ). رواه البخاري (6478) .

وفي لفظ : ( إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يَتَبَيَّنُ فِيهَا ، يَزِلُّ بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مِمَّا بَيْنَ الْمَشْرِقِ) ، رواه البخاري (6477) ، ومسلم (2988).

قال الحافظ : ” قَوْله ( لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا ) أَيْ لَا يَتَأَمَّلُهَا بِخَاطِرِهِ ، وَلَا يَتَفَكَّر فِي عَاقِبَتهَا ، وَلَا يَظُنّ أَنَّهَا تُؤَثِّر شَيْئًا , وَهُوَ مِنْ نَحْو قَوْله تَعَالَى : ( وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْد اللَّه عَظِيم ) “. انتهى ” فتح الباري” (11/311) .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android