0 / 0

تاب من علاقة محرَّمة مع فتاة كافرة ويسأل عن حكم مراسلتها لدعوتها للإسلام

السؤال: 162875

أنا شاب أبلغ من العمر 19 سنَة في أيام جاهليتي وغفلتي كنت أعرف فتاة أوروبية ، واستمرت هاته العلاقة لـ 3 سنوات – أسأل الله المغفرة – وبعد توبتي – والحمد الله – قطعت العلاقة وندمتُ على ما فات ، ومرَّت سنتان ، حتى بدأت أتلقى في بريدي الإلكتروني رسائلها والتي تعبر عن رغبتها في تجديد العلاقة ، إلا أني تجاهلتها ، حتى بدأت أفكر لم لا أستغل هذا الموقف وأدعوها إلى الإسلام بمكالمتها عبر ” SKYPE ” ، أحسن الله إليكم ماذا تقولون في هذا ؟ واسألوا لي الثبات .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

نحمد الله تعالى أن وفقك للندم على علاقتك المحرَّمة بتلك الفتاة ، وأن يسَّر لك التوبة من استمرارها ، وهذا فضل من ربك عليك عظيم يستوجب دوام الشكر له تعالى أن هداك وسددك ، ويحتاج الأمر منك أن تزيد من طاعتك لخالقك عز وجل ، وأن تقوي إيمانك ، وأن تتسلح بالتقوى له بالقول والفعل .
واعلم – أخي السائل – أن الشيطان الرجيم يسوؤه توبة العبد لربِّه تعالى ، فهو يرى العبد غارقاً في الذنوب والمعاصي فيفرحه هذا ، ويرى العبد يرجع إلى ربِّه بتوبة صادقة فيغتاظ ، فاثبت على توبتك وازدد من طاعة ربِّك ، وتقرَّب إليه بأداء الفرائض والنوافل ؛ فعسى الله أن يسدِّد لك سمعك وبصرك وجميع جوارحك .
واعلم أنك لن تجد أحداً على علم بشرع الله تعالى ، وعلى اطلاع بسبل الشيطان ومكائده ، وعلى دراية بأحوال النفس وشرورها ، لن تجده إلا وهو ينصحك بأن لا ترد على رسائل تلك الفتاة ، وأن لا تحادثها ولو من أجل الدعوة ؛ فإن الشيطان لن يزيِّن رجوعك للعلاقة المحرَّمة معها بما كان بينكما من معاص وذنوب ، لكنه سيزين لك أمر الرجوع إليها بحجة الدعوة إلى الله وإنقاذها من الكفر ، فاحرص أشد الحرص على ضبط نفسك ، وإياك إياك أن تعيد العلاقة بتلك الحجة فإنك إن وضعت رجلك في أول الطريق لا تدري ما ينتهي بك الأمر ، قال تعالى ( أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ) النور/ 21 .
وحتى تقطع على الشيطان بعض مكره في أنَّ تلك الفتاة بحاجة للدعوة إلى الإسلام فيمكنك أن تجعل إحدى أخواتك – مثلاً – ترسل لها عناوين مواقع إسلامية لمراسلتها ، أو مواقع دعوية خاصة بالنساء ، وهناك تجد أخوات داعيات يمكنها الاستفادة منهن بالسؤال والاستفسار ، وأما أنت فتجاهل رسائلها ولا تردَّ عليها بشيء حماية لنفسك وصيانة لدينك .
بل إننا ننصحك أن تلغي بريدك السابق بالكلية ، وتنشئ لك حسابا جديدا ، لا تتمكن هي من الوصول إليه ، ولا تحتفظ بعنوانها القديم .
وقد بيَّنا حكم المراسلة والمحادثة بين الجنسين في فتاوى متعددة ، فانظر جوابي السؤالين : ( 78375 ) و (34841 ) و (115289 ) .

نسأل الله تعالى أن يحبَّب إليك الإيمان ويزينه في قلبك ، وأن يكرِّه إليك الكفر والفسوق والعصيان ، وأن يجعلك من الراشدين .

والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android