هناك حديث لا أفهمه وأود أن أفهمه، عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسأل في مرضه الذي مات فيه: “أين أنا غدا؟ أين أنا غدا؟” حرصا على بيت عائشة. وأضافت قائلة أن رسول الله توفي في بيتي وفي يومي وبين سحري ونحري وكان عرقه ممزوجا بعرقي. (البخاري)
معنى حديث عائشة رضي الله عنها مات بين سحري ونحري
السؤال: 165063
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولاً :
الحديث المشار إليه رواه البخاري (1300) ومسلم (4473) عن عائشة رضي الله عنها قالت : (إِنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيَتَعَذَّرُ فِي مَرَضِهِ أَيْنَ أَنَا الْيَوْمَ ؟ أَيْنَ أَنَا غَدًا ؟ اسْتِبْطَاءً لِيَوْمِ عَائِشَةَ ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمِي قَبَضَهُ اللَّهُ بَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي وَدُفِنَ فِي بَيْتِي) وفي رواية للبخاري (4084) (مَاتَ بَيْنَ حَاقِنَتِي وَذَاقِنَتِي) وفي رواية للبخاري (4096) (فَجَمَعَ اللَّهُ بَيْنَ رِيقِي وَرِيقِهِ فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنْ الدُّنْيَا وَأَوَّلِ يَوْمٍ مِنْ الْآخِرَةِ) .
قوله عليه الصلاة والسلام : (أَيْنَ أَنَا الْيَوْمَ أَيْنَ أَنَا غَدًا..) .
قال القاضي عياض رحمه الله : “هذا لمحبته لها [يعني : عائشة] ، وحرصه على أن يكون عندها ، حتى استأذن أزواجه في تمريضه عندها ، ليكون عن طيب أنفسهن فيبلغ غرضه مع تطييبه أنفسهن ، مع التزامه ما التزمه من العدل بينهن” انتهى من “إكمال المعلم شرح صحيح مسلم” (7/229) .
وقولها (قَبَضَهُ اللَّهُ بَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي) :
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : “وَالسَّحْر : هُوَ الصَّدْر ، وَهُوَ فِي الْأَصْل الرِّئَة . وَالنَّحْر : الْمُرَاد بِهِ مَوْضِع النَّحْر [أسفل الرقبة]” انتهى من “فتح الباري” (8/139) .
وأما قولها : (مَاتَ بَيْنَ حَاقِنَتِي وَذَاقِنَتِي) : فَالْحَاقِنَة : مَا سَفَلَ مِنْ الذَّقَن ، وَالذَّاقِنَة مَا عَلَا مِنْهُ . وَالْحَاصِل : أَنَّ مَا بَيْن الْحَاقِنَة وَالذَّاقِنَة هُوَ مَا بَيْن السَّحْر وَالنَّحْر، وَالْمُرَاد أَنَّهُ مَاتَ وَرَأْسه بَيْن حَنَكهَا وَصَدْرهَا صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَضِيَ عَنْهَا… “انتهى من “فتح الباري” (8/139) .
وقال صاحب النهاية في “غريب الأثر” (2/875) : ” أي أنه ماتَ وهو مُسْتَنِد إلى صدرِها وما يُحاَذِى سَحْرَها منه ” انتهى .
قوله : ( فلما كان يومي قبضه الله ) أي يومها الأصيل بحساب الدور والقسم وإلا فقد كان صار جميع الأيام في بيتها ” انتهى من “شرح مسلم” (15/208) .
والله أعلم
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب