0 / 0

طالبة علم تسأل عن ضوابط وحدود علاقتها مع المدرسين ؟

السؤال: 175320

طالبة مستجدة في الجامعة ، بالتحديد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية ، أحب أن تفيدني بآداب أخذ العلم من المشايخ ، ما هي الأمور التي أحرص عليها والأمور التي أتجنبها ، وسؤالي تحديداً لأنهم رجال ليسوا كالنساء في التعامل لوجود الحدود في التعامل معهم ، لذا أود أن أعرف حدودي تفصيلاً ، وما شيخي الذي آخذ عنده إلّا والد لطلابه ، ولكن واجب أن أعرف ما يجوز وما لا يجوز ، مع الحرص بأن لا يخل هذا التعامل بعقيدتي وبتحصيلي الزاد من الدنيا والآخرة . وجزاكم الله خيراً ، ولا تنسونا من صالح الدعاء بارك الله فيكم .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً:
طلب العلم واجب على كل مسلم ومسلمة ، والعلم الواجب على المرأة تعلمه هو ما يتعلق بأدائها لأحكام الإسلام وأحكام الأسرة ، وأولى من يقوم بهذا التعليم لها وأستر هو أهلها من أب وأم وأخ وأخت وعم وخال ، أو ما يكون من زوج إذا كانت متزوجة ؛ وهي بذلك تحقق الواجب عليها في طلب العلم ، وتحقق واجباً آخر وهو القرار في بيتها ، فإن لم يتيسر لها من يقوم بتعليمها من أهل أو زوج فليكن ذلك عند أحدٍ من بنات جنسها من النساء ، فإن لم يتيسر لها ذلك فلا بأس بطلب العلم عند الرجال على أن يكونوا ثقات أمناء من الأشياخ الكبار لا من الشباب الصغار .
قال ابن الجوزي – رحمه الله – : " المرأة شخص مكلف كالرجل ، فيجب عليها طلب علم الواجبات عليها ؛ لتكون من أدائها على يقين ، فإن كان لها أب أو أخ أو زوج أو محرم يعلمها الفرائض ويعرِّفها كيف تؤدي الواجبات : كفاها ذلك ، وإن لم يكن : سألت وتعلمت ، فإن قدرت على امرأة تعلِّم ذلك : تعرفت منها ، وإلا تعلمت من الأشياخ وذوي الأسنان ، من غير خلوة بهم ، وتقتصر على قدر اللازم ، ومتى حدثت حادثة في دينها : سألت عنها ولم تستح ؛ فإن الله لا يستحي من الحق " انتهى من " أحكام النساء " ( ص 7 ) .

 

ثانياً:
على الطالبة للعلم عند الرجال أن تلتزم بشروط لجواز تعلمها ذاك ، وهي :
1. عدم الخلوة بالشيخ مهما كان العذر ، سواء في الفصل أو في مكتبه ! .
عن ابن عباس قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يقول ( لاَ يَخْلونَّ رَجُلٌ بِامْرَأةٍ إِلاَّ وَمَعَها ذُو مَحْرَم ، وَلاَ تُسَافِر المَرْأةُ إِلاَّ مَعَ ذِي مَحْرَمٍ ) .
 رواه البخاري ( 1763 ) ومسلم ( 1341 ).
قال عمر بن عبد العزيز : يا ميمون بن مهران إني أوصيك بوصية فاحفظها : إياك أن تخلو بامرأة غير ذات محرم وإن حدثتْك نفسك أن تعلِّمها القرآن " انتهى من " حِلية الأولياء " ( 5 / 272 ) لأبي نعيم الأصبهاني .
وفي " حاشية الروض المُربِع " ( 6 / 238 ) : " فتحرم الخلوة بالأجنبية ولو في إقراء القرآن ؛ سدّاً لذريعة ما يحاذر من الفتنة وغلبات الطباع " انتهى .
2. الالتزام بالحجاب الشرعي .
وفي جواب السؤالين ( 214 ) و ( 6991 ) تجدين بيان صفات حجاب المرأة الشرعي .
3. الالتزام بغض البصر ، والتحفظ من منافذ الفتنة والشهوة عند التعلم .
قال تعالى ( قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ) النور/ 30 .
4. أن لا ترقق صوتها وتنغمه عند السؤال والجواب وقراءة القرآن .
قال أبو العباس القرطبي – رحمه الله – : " ولا يظن مَن لا فطنة له أنا إذا قلنا " صوت المرأة عورة " أنَّا نريد بذلك كلامها ؛ لأن ذلك ليس بصحيح ، فإنا نجيز الكلام من النساء الأجانب ومحاورتهن عند الحاجة إلى ذلك ، ولا نجيز لهن رفع أصواتهن ، ولا تمطيطها ، ولا تليينها وتقطيعها ؛ لما في ذلك من استمالة الرجال إليهن ، وتحريك الشهوات منهن ، ومن هنا لم يجز أن تؤذن المرأة " انتهى من " كشف القناع عن حكم الوجد والسماع " ( ص 70 ) .
وسئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله – :
سائلة تقول : ما حكم تحسين الصوت في قراءة القرآن للطالبات عند المدرس في الكلية مع أنها غير مطالبة بذلك ؟ .
فأجاب : " لا أرى أن تحسِّن صوتها ؛ لأن الله تعالى يقول ( فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً ) الأحزاب/ 32 ، فكون الطالبة تأتي بالقرآن على وجه الغنَّة وتحسين الصوت : يُخشى منه الفتنة ، ويكفي أن تقرأ القرآن قراءة مرسلة عادية " انتهى من " اللقاء الشهري " ( 42 / السؤال رقم 11 ) .
5. أن لا يكون تعليمها في فصول أو جامعات مختلطة مع الرجال .
وقد ذكرنا أدلة تحريم الاختلاط في جواب السؤال رقم ( 1200 ) فلينظر .
وليحذر الطلاب والطالبات والمدرسون والمدرسات من فتنة الشهوات ، وما أكثر ما يحصل من شر وفتنة ومعاص في معاهد التعليم والجامعات ، ولا يغتر المسلم بأنه يطلب العلم الشرعي أو يعلمه فيظن نفسه بعيداً عن الفتنة ، بل إنما يحرص الشيطان على أهل الخير والفضل ليوقعهم فيما يغضب الله تعالى ، وله طرقه الخاصة بإيقاع أولئك الفضلاء والفضليات لا تخفى على عاقل ، تبدأ بالإعجاب وتبدأ بعبارات شرعية كالدعاء والثناء ثم سرعان ما يتتابعون على السير على خطوات الشيطان حتى يقع ما لا تحمد عقباه .

 

والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android