0 / 0

هل ترجع بابنتها لبلادها المسلمة أم تبقى في ديار الغرب وتدخلها مدرسة مختلطة ؟

السؤال: 179531

ابنتي عمرها 13 سنة ، والمدارس في ” بلجيكا ” فيها الانحراف والرذيلة بكل أنواعها وعندي عدة أسئلة بخصوص ذلك .
أولا :
هل إذا منعت ابنتي من إتمام دراستها أكون آثمة أمام ربي ؟
ثانيا :
وهل أنتم مع من يقول : من أراد أن ينحرف فسينحرف ولو في عقر داره ؟! .
ثالثا
فهل إذا رجعت – إن شاء الله – هل أترك ابنتي تكمل دراستها أم لا ؟ .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً:
نشكر لك – بادئ بدء – حرصك على تربية ابنتك التربية الإسلامية الصحيحة ، ونشكر لك تحريك عن الصواب من الفعل فيما يختص بذلك ، وللأسف فقد انغمس كثير ممن ذهب للغرب من المسلمين بالحياة المادية وضيَّع الأمانة التي استرعاها الله إياه وهم أسرته فلم يُحطها بنصحه ولم يحفظ عليها دينها وسلوكها ، وقليل من انتبه لخطر الإقامة في تلك الديار على نفسه وعلى أسرته فسارع لترك الإقامة فيها وبعضهم سارع إلى تخليص أسرته من البقاء فيها .

وما تذكرينه عن ابنتك هو من هذا الباب وفي دراسة ابنتك في مدارس تلك البلاد ارتكاب لمحظورين عظيمين :
الأول : الإقامة في ديار الكفر من غير أمن على الدين ، وحاجة تدعو إلى ذلك .
والثاني : الدراسة المختلطة .
وكلاهما شر مستطير وخاصة على الشباب المراهقين ، وإذا كانت الأسر الغربية نفسها تحسب حساب خطر هذه السن ، وخطر تلك المدارس لما فيها من مفاسد لم تعد تخفى على أحد ، فأولى أن يحسب المسلم الحساب لذلك فيما يتعلق بأبنائه وبناته .
واسمعي لقول امرأةٍ صحفية من الغرب وهي الصحفية الأمريكية ” هيليان ستانبري ” إذ تقول : ” أنصحكم بأن تتمسكوا بتقاليدكم وأخلاقكم ، امنعوا الاختلاط ، وقيدوا حرية الفتاة ؛ بل ارجعوا لعصر الحجاب ، فهذا خير لكم من إباحية وانطلاق ومجون أوربا وأمريكا ، امنعوا الاختلاط ، فقد عانينا منه في أمريكا الكثير ، لقد أصبح المجتمع الأمريكي مجتمعا مليئاً بكل صور الإباحية والخلاعة ، إن ضحايا الاختلاط يملؤون السجون ، إن الاختلاط في المجتمع الأمريكي والأوروبي قد هدد الأسرة وزلزل القيم والأخلاق ” انتهى نقلا عن مقال في الاختلاط للشيخ إبراهيم الحقيل :
http://www.saaid.net/female/0145.htm

فنحن مع رجوعك إلى بلادك من غير تردد ، وخاصة أن عندك ابنة في أول سن شبابها ، وإذا لم تسارعي لإنقاذها ، فيوشك أن لا تستطيعي التحكم فيها والسيطرة على قرار يتعلق بها ؛ لما تعلمينه من القوانين الجائرة في تلك البلاد ، ولما يُخشى من تعلق الابنة بحياة الغرب وما فيها من فتنة لمن كان في سن المراهقة .

ثانياً:
أما ادعاء بعض الناس أن بلاد المسلمين فيها منكرات فهو صحيح من حيث الجملة ، وخطأ من حيث التفصيل ، فمهما وُجدت منكرات في بلاد المسلمين فإنها لا تزال بلاداً إسلامية يُرفع فيها الأذان ، ويُرى فيها الحجاب ، ويحافظ المسلم فيها على إسلامه وتوحيده لربه ، وما زال في الناس بقية من خير ، وعادات وتقاليد ، تعصم من الانغماس في الرذائل ، أو تعين طالب العفاف ـ على أقل تقدير ـ على أن يحافظ على نفسه وأسرته .
وهب أن هناك شرا ، وهو كذلك حقا ؛ لكن أين هذا من ذاك ؟!

وأما بلاد الغرب فإن الأذان فيها ممنوع رفعه ، ويحارب أكثرهم الحجاب إما في قوانينهم أو في إعلامهم ، ويرى المسلم فيها الكفر معلناً والإباحية في كل مكان ، ومع تغير الأوضاع في بلاد المسلمين في هذه الأيام ، وعدم التضييق على المسلمين فيها – كما كان يحصل – ؛ فإن ذلك أدعى للانتقال إلى بلاد الإسلام ، وأرجى لازدياد الخير فيها وفي أهلها ، إن شاء الله .

ولذا فنحن مع رجوعك إلى بلدك ، أنت وابنتك طبعا ، ولا مجال لتركها هناك من غيرك بحال من الأحوال ، ونرى أن ذلك أصلح لكم ولابنتكم ، ومن ثَم فإن أمر الدراسة سهل ويسير ، ويمكنك البحث عن كلية أو معهد خاص بالإناث لتلتحق به ابنتكم ، واحذروا أماكن التدريس المختلطة فإنه شر ووبال على الذكور والإناث ، وليكن دوماً تفكيركم منصبّاً على حفظ الدين والعِرض ، فإنهما رأس المال الذي إذا خسره المسلم فلا تنفعه شهادة تعليم ولا منصب ولا مال .
وانظري – لكل ما سبق – أجوبة الأسئلة (11793 ) و (131586 ) و ( 110267 ) و ( 27211 ) و (3225 ) .

والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android