توجهت لكم لطلب المساعدة ، أنا طالبة في الأردن عمري 17 سنة ، لكن أنا لست مثل أي طالبة عادية ، عندي مشكلة أني مثل الشباب ، بعض الناس يسمونها ” متشبهة بالرجال ” والبعض لا ، ولكن لا أعلم ، صراحة عندما كنت صغيرة كنت هكذا ، طريقة تفكيري ولبسي وكلامي وكل شيء لدرجة أني عشقت فتاة ! وصاحبتني على أني شاب ، بس ما صار بينا أي شيء ، مجرد كلام ، مع أني أصلي وأصوم وأخاف ربنا ، وحاولت أتخلص من هذه العادة بس ما قدرت ، لا أستطيع أن أتغير وأعيش مثلي مثل باقي البنات ، مع أني أتمنى أصير مثلهم ، سألت شخصاً كبيراً بالعمر قال لي : إن هرمونات الذكورة أكثر من الأنوثة عندي .
أرجو منكم المساعدة .
أنثى وتشعر بصفات الذكورة في نفسها وتفعل ما يفعله الرجال !
السؤال: 180483
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
الذي يظهر لنا من سؤالك أنكِ أنثى ، وليس بك علامات عضوية تشير أنك ذكر ؛ بل كل ما تشعرين به من علامات الرجولة والميل إلى النساء ، هو مرض يمكنك معالجته طبيا ؛ إما بزيادة الهرمونات الأنثوية ، أو بعملية جراحية، متى استلزم الأمر ذلك .
ويجب عليك الكف عن تعمد التشبه بالرجال في اللباس والمشية والكلام ، فضلاً عن غير ذلك من التصرفات ، كالذي ذكرته من اتخاذ عشيقة ! فكل ذلك من المحرمات القطعية ، وحتى لو كان في أصل الخلقة عندك زيادة في هرمونات الذكورة فيجب عليكِ تكلف ترك التشبه بالرجال ، بل تعمدين إلى مخالفة حالهم ، وزيهم ، وهيئتهم .
عَنِ ابْنِ أَبِى مُلَيْكَةَ قَالَ : قِيلَ لِعَائِشَةَ رضى الله عنها : إِنَّ امْرَأَةً تَلْبَسُ النَّعْلَ ، فَقَالَتْ : لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الرَّجُلَةَ مِنَ النِّسَاءِ .
رواه أبو داود ( 4099 ) . وصححه الألباني في كتاب “جلباب المرأة المسلمة” .
قال المنَّاوي – رحمه الله – : ” ( الرَّجُلَة مِن النِّسَاءِ ) أي : المترجلة ، وهو بفتح الراء وضم الجيم ، التي تتشبه بالرجال في زيهم أو مشيهم أو رفع صوتهم أو غير ذلك .
قال الذهبي : فتشبُّه المرأة بالرجل بالزي والمشية ونحو ذلك من الكبائر لهذا الوعيد ” .
انتهى من ” فيض القدير ” ( 5 / 343 ) .
وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : ” لَعَنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُخَنَّثِينَ مِنْ الرِّجَالِ وَالْمُتَرَجِّلَاتِ مِنْ النِّسَاءِ وَقَالَ : ( أَخْرِجُوهُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ ) ” رواه البخاري ( 6445 ) .
قال ابن حجر – رحمه الله – : ” وأما ذم التشبه بالكلام والمشي فمختص بمن تعمَّد ذلك ، وأما من كان ذلك من أصل خلقته : فإنما يؤمَر بتكلف تركه والإدمان على ذلك بالتدريج ، فإن لم يفعل وتمادى : دخله الذم ، ولا سيما إن بدا منه ما يدل على الرضا به ، وأخذ هذا واضح من لفظ ( المُتَّشبِهين ) .
وإما إطلاق من أطلق – كالنووي – أن المخنَّث الخَلقي لا يتجه عليه اللوم : فمحمول على ما إذا لم يقدر على ترك التثني والتكسر في المشي والكلام ، بعد تعاطيه المعالجة لترك ذلك ، وإلا متى كان ترك ذلك ممكناً ولو بالتدريج ، فتركه بغير عذر : لَحِقَه اللوم ” .
انتهى من ” فتح الباري ” ( 10 / 332 ) .
فالذي يتعيَّن عليك فعله الآن :
1. الكف عن التشبه بالرجال في اللباس والمشية والهيئة والكلام وغير ذلك .
2. مراجعة طبيبة موثوقة لفحص هرمونات الذكورة وعلاجها في حال كانت هي السبب فيما تشعرين به من صفات الذكور ، وأما إذا لم تكن تلك الهرمونات هي السبب فيما تشعرين به من صفات الذكورة ، فيرجع الأمر إليك ، وأنكِ أنت السبب في تجذيره في نفسك ، بسبب الإدمان على فعل ما يفعله الرجال ، والرغبة في ذلك في نفسك ، فيصير أمر علاجه في يدك فيما ذكرناه لك في النقطة السابقة ، واعلمي أن الأمر خطير وأن الإدمان على مشابهة الرجال له آثار سيئة عظيمة .
والله أعلم
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب