0 / 0

اشتهر بلقب جده لأمه ، فهل هذا من الانتساب لغير أبيه ؟

السؤال: 186861

أنا اسمي محمد بن *** بن **** وأهلي وقبيلتي يعرفون نسبي .
ولكن سؤالي أن أهلي ينادوني باسم محمد بن … (وهو لقب لجدي من جهة أمي ) هكذا في أغلب الأحيان ، وهذا اللقب كان لجدي من جهة أمي رحمه الله ، فكان مشهورا بين الناس باسم ( فلان بن **( لقب معين ) رغم أن اسمه كاملا ( **** بن **** بن *** ) وليس فيه هذا اللقب أيضاً .
فما الحكم في ذلك ؟ فأنا أخاف من حديث ( من ادعى لغير أبيه…إلخ ) ، وأنا والحمد لله نسبي كاملا تعرفه القبيلة ، ويعرفون أبي وجدي ، ولكن صرت مشهورا بهذا الاسم ، ومسجل في جوالات من يعرفني به للشهرة فقط .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

لا حرج في أن يُدعى الرجل باسم جده لأمه أو بلقبه الذي كان يعرف به أو بعائلته وقبيلته ، وليس ذلك من الانتفاء من النسب ، ولا من الانتساب المحرم ، إذا كان لا يتغير به شرع ، أو يضيع به حق ، أو يختلط به نسب ، أو تتغير به أوراق رسمية .
وقد روى البخاري (3528) ومسلم (1059) عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : ” دَعَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْأَنْصَارَ فَقَالَ هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ مِنْ غَيْرِكُمْ ؟ قَالُوا : لَا ، إِلَّا ابْنُ أُخْتٍ لَنَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( ابْنُ أُخْتِ الْقَوْمِ مِنْهُمْ ) .

وكثيرا ما كان ينادى الحسن أو الحسين رضي الله عنهما بابن رسول الله صلى الله عليه وسلم . روى البخاري (2704) عن أبي بَكْرَةَ قال : ” رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ إِلَى جَنْبِهِ وَهُوَ يُقْبِلُ عَلَى النَّاسِ مَرَّةً وَعَلَيْهِ أُخْرَى وَيَقُولُ : ( إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ ) .

وهذا أبو شجرة عمرو بن عبد العزي السلمي الصحابي رضي الله عنه ، كان يقال له أبو شجرة بن شريد ، فنُسب إلى جده لأمه .
“الإصابة” (4 /657)
وهذا محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة الأنصاري ، كان ربما نُسب إلى جده لأمه فيقال محمد بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة .
“تهذيب التهذيب” (9 /265)
والإمام البغوي عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ، قال الذهبي رحمه الله :
” هو أبو القاسم بن منيع ، نسبة إلى جده لأمه الحافظ أبي جعفر أحمد بن منيع البغوي الأصم، صاحب ” المسند ” انتهى من “سير أعلام النبلاء” (14 /441) .
والحافظ المتقن المعروف بابن شاهين ، هو أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان الشاهيني ، وكان أصله من مرو الروز، ونسب إلى جده لأمه أحمد بن محمد بن يوسف بن شاهين الشيباني من أهل بغداد .
“الأنساب للسمعاني” (3 /389)
وأبو الفضل السليماني ، قال الذهبي :
” الإمام الحافظ المعمر ، محدث ما وراء النهر ، أبو الفضل ، أحمد بن علي بن عمرو بن حمد ، سبط أحمد بن سليمان ، السليماني البيكندي البخاري .
قال أبو سعد السمعاني : السليماني منسوب إلى جده لأمه: أحمد بن سليمان البيكندي ” .
انتهى من “سير أعلام النبلاء” (17 /200) .
والقاضي الإمام الفقيه القارئ أبو المحاسن يوسف بن رافع الأسدي ، قاضي حلب ، المعروف بابن شداد ، قال ابن خلكان : ” توفي أبوه وهو صغير السن ، فنشأ عند أخواله بني شداد فنسب إليهم، وكان شداد جده لأمه ” انتهى من “وفيات الأعيان” (7 /84) .
وغيرهم كثير ، وأمر اللقب ، وأسماء الشهرة ، يتساهل فيها الناس عادة ، ما لا يتساهلون في غيره ، ولا يعد ذلك : لا شرعا ، ولا عرفا ، من باب تغير الأنساب ، أو انتساب الرجل إلى غير مواليه ، أو الادعاء إلى غير أبيه .

أما ما رواه البخاري (3508) ومسلم (61) عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( لَيْسَ مِنْ رَجُلٍ ادَّعَى لِغَيْرِ أَبِيهِ وَهُوَ يَعْلَمُهُ إِلَّا كَفَرَ ، وَمَنْ ادَّعَى قَوْمًا لَيْسَ لَهُ فِيهِمْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ ) ، ونحو ذلك مما ورد ، فالمقصود منه الادعاء الكاذب الذي به تختلط الأنساب ، وتتغير قسمة المواريث التي فرض الله ، وتحرم الأبضاع المباحة ، وتباح الأبضاع المحرمة ، ويترتب عليه فساد كبير .

والله تعالى أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android