0 / 0

طلب التبرعات من الكفار

السؤال: 212

هل يجوز للمسلم قبول التبرعات من غير المسلم لصالح المشاريع الخيرية ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

يجوز قبول التبرعات من غير المسلمين إذا لم يصحب ذلك محذور ، كتنازل المسلمين عن شيء من دينهم لأجل ذلك ، أو حصول الذل لهم بقبولها ، وقد قال الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه ” باب قبول الهدية من المشركين ”  ثم أورد تحت هذا الباب عدداً من الأحاديث الدالة على جواز ذلك .
وقال الحافظ ابن حجر في شرحه : وفي الباب ( أي وفي هذا الموضوع ) حديث عياض بن حمار أخرجه أبو داود و الترمذي عن عياض قال : أَهديتُ للنبي صلى الله عليه و سلم ناقة فقال : أسلمت؟ قلت : لا ، قال : إني نُهيت عن زَبْد المشركين ( أي أُعطياتهم وهداياهم ) ” .. ثمّ نقل الحافظ رحمه الله عن بعض أهل العلم بأنّهم قالوا في الجمع بين نصوص الامتناع والقبول بأن الامتناع في حق من يريد بهديته الموالاة ( مثل استمالة المسلم إليه ) ، و القبول في حق من يرجى بذلك ( أي بقبول هديته ) تأنيسه و تأليفه على الإسلام .

فقبول هبات الكفار وتبرعاتهم دون طلب لا بأس به ويجوز صرف هذا المال في المشاريع الإسلامية ونفقاتها المختلفة .

أما طلب التبرعات من الكفار ففيه بعض المحاذير مثل الذلّ أمامهم وملكهم قلب الطالب إذا أعطوه .

فلو خلا من هذه المحاذير فلا بأس ، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعين ( دون ذلّ ) في أمور الدعوة – وهو بمكة – ببعض المشركين كعمه أبي طالب وغيره . والذلّ أمام الكفار ينتفي بوضع الصناديق لهذا الغرض إضافة إلى الإعلانات التي يُرفق معها أرقام الحسابات في البنوك مثلاً .

والله تعالى أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الشيخ محمد صالح المنجد

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android