0 / 0

يريد التوقف عن المحادثة مع زميلته في الدراسة ولكنه يخشى أن تضيع فرصة الزواج بها مستقبلاً

السؤال: 212748

خلال دراستي تعرفت على فتاة حسنة الدين والأخلاق ، وأسأل الله عز وجل أن يجعلها من نصيبي إن كان في ذلك خير لكلانا، المشكلة الوحيدة أني لا أملك الإمكانيات التي تسمح لي بالزواج منها الآن ، أو على الأقل بخطبتها ، وأريد إتمام دراستي حاليا ، وهي مستعدة لانتظاري .
أتحدث معها بعض الأحيان في أمور دينية ودراسية وهناك احترام بيننا، ولكن رغم ذلك أحس بأننا نغضب الله ، أريد أن أتوقف عن التحدث معها ، وفي نفس الوقت لا أريد تضييع فتاة مثلها كزوجة مستقبلية لي لدينها وأخلاقها .
فهل يجوز أن أتحدث معها من حين لآخر في أمور لا تغضب الله ، وبشرط إخبار أبيها وأمها بالأمر كحل قبل التقدم لخطبتها ؟ أو هل يجوز لي أن أعطيها رسالة كتذكار يبقى لديها قبل التقدم لخطبتها مع العلم أن محتواها لن يغضب الله ؟ أرجو النصح .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

لا يخفى عليك – أيها السائل الكريم – أن مثل هذه العلاقات محرمة في الإسلام ، انظر للفائدة : هذين الردين ( 140527) ، (44819) .
ولا بد أنك منتبه لذلك ، عالم به ، وإلا لما ساورتك الفكرة أنك تغضب الله بفعلك ذلك !! وقد أراد الله بك خيرا إذ فطنت لخطأ هذا الفعل ، وأنت بعد في البداية ، وإلا فلا تدري إلى أين يمكن أن يصل بكما الأمر ؛ فالشيطان لا يألو جهدا في الغواية وتزيين الخطأ ، وتلبيسه على ابن آدم ، حتى يظهر له الحرام المحض ، في شبهة من الحلال ؛ ولو بتأويل بعيد !!
وإلا ؛ فقل لي بربك : ماذا تعني علاقة وتواصل بين فتى وفتاة ، في مثل عمركما ؟!
ومتى بقيت مثل هذه العلاقات بعيدة عن الفتن ، وغواية الشيطان ، والتعلق الممنوع بين الجنسين ؟
ومن أدراك أن ظروفك ، وظروفها أيضا ، سوف تسمح لكما بالزواج من بعضكما بعد ذلك ؟
ثم : هل تقبل لأختك ، أو ابنتك ـ بعد ذلك ـ أن تبقى على علاقة ، من هذا النوع ، بشاب أجنبي ، لا يعلم متى ستسمح له ظروفه بالعلاقة الشرعية ؛ بل لا يعلم ـ على وجه الحقيقة ـ إن كانت ظروفه ستمسح بذلك يوما ما ، أو لا ؟
وينظر للفائدة : (52768) ، ورقم : (13791) .
أخانا الكريم ،
أنت ما زلت تدرس ، ولا تعلم بعد ذلك ما ستسفر عنه نتائج دراستك ، ولا متى ستعمل ، أو متى ستكون لك القدرة على فتح بيت ، والخروج بعلاقتك إلى النور ، فهل سترهن تلك الفتاة معك لمدة لا يعلمها إلا الله ؟
وهل تضمن أن مشاعرك تجاهها سوف تبقى كذلك ، وهل ستضمن هي أيضا : أن تبقى مشاعرها تجاهك كما هي ؟
بل الأهم من كل هذا : هل ستستمر في معصية الله ، في انتظار تحسن أوضاعك المادية ؟ وهل تضمن أن تفتح لك أبواب التوبة مرة أخرى ، وقد علمت الخطأ ، وعلمت أن عمرك ووقتك يمضيان بعلاقة لا يقرها الشرع ، ولا يقبلها العقل والحكمة ؟
إن الواجب عليك الآن : أن تتوقف أنت وهذا الفتاة عن تلك العلاقة ، والتواصل بينكما ؛ حتى ولو كان ذلك بعلم من أسرتيكما ، أو برضا وقبول ؛ إنما الرضا والقبول : أن تتقدم لخطبتها فعلا ، متى سمحت لك ظروفك بذلك ، وكنت ترجو أن تتم أمر زواجك في مدة معقولة ؛ وما سوى ذلك ، فتعلق بحبال الوهم ، وضرب في عماية من المجهول الذي لا يعلمه إلا الله !!
وهب أن ظروفك لم تسمح لك بخطبتها ، حتى ذهبت من بين يديك ؛ فالذي خلقها ، خلق غيرها ، وأنت جاهل بالعواقب ، لا تعلم في أي أمرك الخير ؛ هل في الزواج بها ، أو تركها ؛ وقد قال الله تعالى : ( وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) البقرة/216 .
وقال تعالى : ( قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) الأعراف/188 .
أقبل ، أيها الأخ الكريم ، على دراستك ، وما ينفعك في دينك ودنياك ، وتوكل على الله ، واسأله أن يقدر لك الخير حيث كان .
وينظر جواب السؤال رقم : (114801) ، ورقم : (20161) .
نسأل الله أن يكفيك بحلاله عن حرامه ، وأن يغنيك بفضله عمن سواه .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android