انتشر بين العامة هذه الرسالة : ” أنه في إحدى الليالي في الساعة 3:25 صباحا القمر سيلتف حول الكعبة والسماء سيكون لونها بحري ، هذه اللحظة لحظة قبول ، وهذه اللحظة تأتي مرة كل 100ألف سنة ، تستطيع أن تطلب من الله عز وجل ما تريد ، لأنها لحظة قبول ، ويتقبل الله عز وجل من عبده ، أرسلها للجميع ” ؛ فما الحكم في مثل هذا ؟
ساعات الدعاء التي تأتي مرة ، كل مائة ألف سنة : مكذوبة !!
السؤال: 213864
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولا :
لا بد من توخي الحذر من كل ما يشاع وينشر بين عوام الناس ، ولا يعرف بين أهل العلم العاكفين على دراسته وتدريسه ، وضياع العلم إنما يكون بذهاب العلماء وترؤس الجهال ؛ كما روى البخاري (100) ، ومسلم (2673) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العَاصِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنْ الْعِبَادِ وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ ؛ حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا ، اتَّخَذَ النَّاسُ رؤوسا جُهَّالًا ، فَسُئِلُوا ، فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ ، فَضَلُّوا ، وَأَضَلُّوا ) .
وروى الدارمي (143) عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : ” عَلَيْكُمْ بِالْعِلْمِ قَبْلَ أَنْ يُقْبَضَ ، وَقَبْضُهُ أَنْ يُذْهَبَ بِأَصْحَابِهِ ” .
فكل ما ذاع بين الناس ، ولم يعرفه أهل العلم : فليس من العلم الصحيح في شيء .
وينظر للفائدة جواب السؤال رقم : (113730) ، ورقم: (101317) .
ثانيا :
دعوى أنه في ليلة ما وفي ساعة ما سيلتف القمر حول الكعبة ، ويكون لون السماء ساعتئذ بحريا ، وأن هذه الساعة ساعة إجابة ، وهي لا تتكرر إلا كل مائة ألف عام : دعوى باطلة ، وقول في دين الله بغير علم .
والقول بوجود هذا التغيير الكوني المزعوم الذي لا يأتي إلا كل مائة ألف سنة ، حيث لم يقم الدليل الشرعي أو العلمي الصحيح عليه قول باطل .
فأما الجانب العلمي فيها : التفاف القمر ، تلون السماء : فهذا لا بد للتصديق به من برهان علمي صحيح ، حيث لم يأت به الخبر عن المعصوم ، وهيهات الخبر في مثل هذه الأقاصيص ، وهيهات البرهان العلمي الصحيح !!
وأما جانب الغيب الديني : المتعلق بإجابة الدعاء ، وأنها ساعة مباركة ، فلا بد فيه من خبر عن المعصوم ، ولا ينفع الظن ، ولا التخمين ، ولا تجريب المجربين ، ولا خرص المتخرصين ؛ وهيهات من ذلك كله خبر المعصوم !!
وإنما يغني عن ذلك الباطل كله : أن تعلم أن ساعة الإجابة ليست في كل سنة ، ولا كل ألف ، أو مائة ألف ؛ بل هي في كل ليلة ، لمن وفى بحقها ؛ فما أعظم رحمة الله بعباده الراغبين :
روى البخاري (1145) ، ومسلم (758) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي، فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ ) .
وروى أحمد (19447) عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( جَوْفُ اللَّيْلِ الْآخِرُ أَجْوَبُهُ دَعْوَةً ) وصححه الألباني في “الصحيحة” (1919) .
ومن كان عنده مثل ذلك : ما حاجته إلى القصص والأقاويل ، والتهاويل ؛ كل ما يحتاجه أن يقوم من فراشه ، ليناجي رب العالمين ، وهو : قريب ، مجيب !!
ونظر إجابة السؤال رقم : (22438) لمعرفة أماكن وأوقات إجابة الدعاء بنصوص الشرع .
والله أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة