0 / 0
73,02601/11/2014

ساعات الدعاء التي تأتي مرة ، كل مائة ألف سنة : مكذوبة !!

السؤال: 213864

انتشر بين العامة هذه الرسالة : ” أنه في إحدى الليالي في الساعة 3:25 صباحا القمر سيلتف حول الكعبة والسماء سيكون لونها بحري ، هذه اللحظة لحظة قبول ، وهذه اللحظة تأتي مرة كل 100ألف سنة ، تستطيع أن تطلب من الله عز وجل ما تريد ، لأنها لحظة قبول ، ويتقبل الله عز وجل من عبده ، أرسلها للجميع ” ؛ فما الحكم في مثل هذا ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
لا بد من توخي الحذر من كل ما يشاع وينشر بين عوام الناس ، ولا يعرف بين أهل العلم العاكفين على دراسته وتدريسه ، وضياع العلم إنما يكون بذهاب العلماء وترؤس الجهال ؛ كما روى البخاري (100) ، ومسلم (2673) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العَاصِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنْ الْعِبَادِ وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ ؛ حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا ، اتَّخَذَ النَّاسُ رؤوسا جُهَّالًا ، فَسُئِلُوا ، فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ ، فَضَلُّوا ، وَأَضَلُّوا ) .
وروى الدارمي (143) عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : ” عَلَيْكُمْ بِالْعِلْمِ قَبْلَ أَنْ يُقْبَضَ ، وَقَبْضُهُ أَنْ يُذْهَبَ بِأَصْحَابِهِ ” .
فكل ما ذاع بين الناس ، ولم يعرفه أهل العلم : فليس من العلم الصحيح في شيء .
وينظر للفائدة جواب السؤال رقم : (113730) ، ورقم: (101317) .

ثانيا :
دعوى أنه في ليلة ما وفي ساعة ما سيلتف القمر حول الكعبة ، ويكون لون السماء ساعتئذ بحريا ، وأن هذه الساعة ساعة إجابة ، وهي لا تتكرر إلا كل مائة ألف عام : دعوى باطلة ، وقول في دين الله بغير علم .
والقول بوجود هذا التغيير الكوني المزعوم الذي لا يأتي إلا كل مائة ألف سنة ، حيث لم يقم الدليل الشرعي أو العلمي الصحيح عليه قول باطل .
فأما الجانب العلمي فيها : التفاف القمر ، تلون السماء : فهذا لا بد للتصديق به من برهان علمي صحيح ، حيث لم يأت به الخبر عن المعصوم ، وهيهات الخبر في مثل هذه الأقاصيص ، وهيهات البرهان العلمي الصحيح !!
وأما جانب الغيب الديني : المتعلق بإجابة الدعاء ، وأنها ساعة مباركة ، فلا بد فيه من خبر عن المعصوم ، ولا ينفع الظن ، ولا التخمين ، ولا تجريب المجربين ، ولا خرص المتخرصين ؛ وهيهات من ذلك كله خبر المعصوم !!

وإنما يغني عن ذلك الباطل كله : أن تعلم أن ساعة الإجابة ليست في كل سنة ، ولا كل ألف ، أو مائة ألف ؛ بل هي في كل ليلة ، لمن وفى بحقها ؛ فما أعظم رحمة الله بعباده الراغبين :
روى البخاري (1145) ، ومسلم (758) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي، فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ ) .
وروى أحمد (19447) عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( جَوْفُ اللَّيْلِ الْآخِرُ أَجْوَبُهُ دَعْوَةً ) وصححه الألباني في “الصحيحة” (1919) .
ومن كان عنده مثل ذلك : ما حاجته إلى القصص والأقاويل ، والتهاويل ؛ كل ما يحتاجه أن يقوم من فراشه ، ليناجي رب العالمين ، وهو : قريب ، مجيب !!

ونظر إجابة السؤال رقم : (22438) لمعرفة أماكن وأوقات إجابة الدعاء بنصوص الشرع .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android