0 / 0

هل يدخل في تحريم الصور الفوتوغرافية لذوات الأرواح الصور غير الملونة ؟

السؤال: 219891

هل التصوير الفوتوغرافي القديم ؛ الأبيض والأسود من التصاوير المحرمة ؟
قلت هذا لأنها ليست على شكل خلق الذي خلق الناس عليه ، لأنها غير ملونة .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

التصوير الفوتوغرافي من المسائل التي اختلف أهل العلم في حكمها , فبعضهم يجعله مباحا ؛ لأنه لا مضاهاة فيه لخلق الله سبحانه , بل هو من قبيل حبس الظل كظهور صورة الشخص في المرآة إذا نظر إليها .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى في ” شرح رياض الصالحين”(6 / 178): ” وأما الصور التي تلتقط التقاطا بالآلة المعروفة ، آلة التصوير الفوتوغرافية ، فهذه من المعلوم أنها لم تكن معروفة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ، والمعروف في عهده إنما هو التصوير باليد الذي يضاهي به الإنسان خلق الله عز وجل , أما هذه الآلة فغير معروفة ، وليس الإنسان يصورها بيده ويخططها ، يخطط الوجه مثلا ، والعينين ، والأنف ، والشفتين ، وما أشبه ذلك , لكنه هو يلقي ضوءًا معينا تقدمت به معرفة الناس فتنطبع هذه الصورة في ورقة ، وهو لم يحدث شيئا في الصورة , لم يصورها إطلاقا , وإنما التقطت هذه الصورة بواسطة الضوء ؛ فهذا لا شك ، فيما نرى ، أنه لم يصوِّر، غاية ما هنالك أن الصورة طبعت بالورقة ، فكان الذي بالورقة هو خلق الله عز وجل ، يعني هذه الصورة هي الصورة التي خلقها الله ، والدليل على ذلك أن الإنسان لو كتب كتابا بيده ، ثم صوره بالآلة ، آلة التصوير ، فإنها إذا طلعت الصورة لا يقال : إن هذا هو كتابة الذي حرك الآلة ، وصوَّر (الشخص القائم بالتصوير) ، بل يقال هذا كتابة الأول الذي خطه بيده ، فهذا مثله ” انتهى .

وبعض أهل العلم يجعل التصوير الفوتوغرافي من قبيل التصاوير المحرمة التي جاءت النصوص بتحريمها والنهي عنها , وهذا هو المفتى به في الموقع , كما سبق بيانه في الفتوى رقم : (13633) , والفتوى رقم : (102988) .

وعلى هذا القول : فإنه لا فرق في ذلك بين الصور الملونة ، وغير الملونة التي هي باللونين الأبيض والأسود , لأن العلة في تحريم التصاوير هي مضاهاة خلق الله سبحانه .
وقد روى البخاري (5954 ) ، ومسلم (2107) واللفظ له ، عن عَائِشَةَ رضي الله عنها قالت : “دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ سَتَرْتُ سَهْوَةً لِي بِقِرَامٍ فِيهِ تَمَاثِيلُ ، فَلَمَّا رَآهُ هَتَكَهُ ، وَتَلَوَّنَ وَجْهُهُ ، وَقَالَ : يَا عَائِشَةُ ، أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُضَاهُونَ بِخَلْقِ اللَّهِ ، قَالَتْ عَائِشَةُ : فَقَطَعْنَاهُ فَجَعَلْنَا مِنْهُ وِسَادَةً أَوْ وِسَادَتَيْنِ ) .
والمضاهأة ، معناها : المشابهة .
قال القرطبي في تفسيره (8 / 118) ” قوله تعالى: (يضاهئون قول الذين كفروا من قبل) ” يضاهؤن” : يشابهون، ومنه قول العرب: امرأة ضهياء للتي لا تحيض , أو التي لا ثدي لها، كأنها أشبهت الرجال ” انتهى.
وجاء في ” فتح الباري ” (10 / 387) :” ( أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُضَاهُونَ بِخَلْقِ اللَّهِ) أَيْ يُشَبِّهُونَ مَا يَصْنَعُونَهُ بِمَا يَصْنَعُهُ اللَّهُ ” انتهى.
وإذا ثبت أن العلة هي المضاهأة ، فلا فرق بين الأبيض والأسود ؛ لأن كليهما مضاهأة ومشابهة لخلق الله , وإن كانت المضاهأة والمشابهة في الصور الملونة أبلغ .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android