0 / 0
14,16910/03/2015

هل يجوز لها أن تعيش وتأكل من أموال إخوانها اليتامى ؟

السؤال: 226442

أنا فتاه يتيمة الأب ، وأمي متزوجة من رجل ولديهم 3 أولاد وبنت ، أعيش معهم بموافقة زوجها والحمد لله ، قدر الله وتوفي زوجها قبل شهرين ، وأنا ما زلت أعيش معهم بنفس البيت ، هل يجوز أن آكل وأشرب من مالهم ؟ هل يجوز أن أعيش في بيتهم الآن ؟ مع العلم أنهم أطفال أكبرهم 10 سنين ؟ مع العلم أنه ليس لدي بيت أعيش فيه ، هل علي أن أدفع لهم مالاً أو شيئاً من ذلك ؟

ملخص الجواب

والحاصل : أنه إذا كان لك مال فإنك تشاركين معهم في نفقات البيت ، وإذا لم يكن لك مال فلا حرج عليك إن شاء الله تعالى . والله أعلم .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً :
هذا السؤال يدل – إن شاء الله – على ورعك وحرصك على تجنب الحرام ، مع أنك فتاة قد لا تستطيعين العمل ، وفي هذا درس لأولئك الرجال القادرين على التكسب والعمل ، بل بعضهم عنده من المال الشيء الكثير ، ومع هذا لا يتورع عن أكل أموال إخوانه اليتامى بغير وجه حق ، فنسأل الله السلامة والعافية .

ثانياً :
حرم الله تعالى قربان مال اليتيم إلا بما فيه مصلحة لليتيم ؛ قال تعالى : ( وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) الأنعام/152 .
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله :
” ( وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ ) بأكل ، أو معاوضة على وجه المحاباة لأنفسكم ، أو أخذ من غير سبب ، ( إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) أي : إلا بالحال التي تصلح بها أموالهم ، وينتفعون بها .
فدل هذا على أنه لا يجوز قربانها والتصرف بها على وجه يضر اليتامى ، أو على وجه لا مضرة فيه ولا مصلحة ” انتهى من ” تفسير السعدي ” (ص/280) .

وجاء في ” فتاوى اللجنة الدائمة – المجموعة الأولى ” (14/ 233) :
” أنا أسكن وإخوتي أولاد عمي الأيتام في منزل واحد ، وأحيانا آخذ من نقودهم برضاهم ، رغم إني لست فقيرا ، فهل في هذا حرج ؟
الجواب : لا يجوز الأخذ من نقود إخوانك الأيتام ، وبالله التوفيق ” انتهى .

وسئل الشيخ صالح الفوزان حفظه الله :
هناك أيتام يأتيهم مال ونفقة لهم ؛ فهل يجوز لوالد أمهم أن يأكل معهم من مالهم ؛ سواء زيارة أو دائمًا ‏؟‏
فأجاب : إذا كان في زيارة ؛ فلا بأس أن يأكل معهم في بعض الأوقات ، أما أن يأكل معهم دائمًا ، ولا ينفق من ماله ؛ فهذا لا يجوز له ، لكن يجوز أن يخلط طعامه معه طعامهم ويأكل معهم ، أما أن يعتمد على طعامهم دائمًا ؛ فهذا لا يجوز ؛ لأنه يوفر ماله ويأكل مال الأيتام ‏.‏
قال تعالى‏ : ( ‏وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ‏ ) البقرة/220 ، ومعنى الآية الكريمة‏ :‏ أنه لا بأس أن يخلط طعامه مع طعامهم ، ولا يأكل منفردًا ؛ لما في ذلك من الحرج ” انتهى ‏.‏
http://ar.islamway.net/fatwa/7876

وبناء على هذا :
فإذا كان لك مال فإنك تقدِّرين قيمة السكن وقيمة الطعام ، وتشاركين به في نفقات البيت ، وهذا هو المقصود بمخالطة اليتامى في الآية الكريمة : (وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ) سورة البقرة/220.
أما إذا لم يكن لك مال ولا قريب ينفق عليك : فلا حرج أن تسكني معهم ، وأن تأكلي وتشربي من مال إخوانك الأيتام ، ومن مال أمك من باب أولى ؛ وذلك لأن نفقتك واجبة عليهم في هذه الحال ؛ قال تعالى : ( وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ ) سورة البقرة/233، يعني : من النفقة.
ولا شك أن البنت إذا ماتت عن أم وإخوة لأم ، فإنهم يرثونها ؛ فلهذا وجبت في حقهم النفقة .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android