0 / 0

حكم ما يقال في بعض الأعراس : الورد كان شوك من عرق النبي فتح

السؤال: 256149

هناك كلمة أود معرفة هل لها أصل من حديث أو حقيقة ، وهل يجوز قولها وإنشادها ، كما يحدث في الأعراس ، فهي تقال للعريس من أصحابه ورفاقه : ” الورد كان شوك ، من عرق النبي فتح… ” جزاكم الله خيرا

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

عبارة : ” الورد كان شوك من عرق النبي فتَّح ” .

هذه العبارة يقصد بها مدح النبي صلى الله عليه وسلم ، وأن عرقه ، من طيبه بلغ درجة أن الورد منه تفتح ، بعد أن كان شوكا .

فأما كون عرق النبي صلى الله عليه وسلم كان ذا رائحة طيبة : فهذا أمر ثابت كما في حديث أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: ( مَا مَسِسْتُ حَرِيرًا وَلاَ دِيبَاجًا أَلْيَنَ مِنْ كَفِّ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلاَ شَمِمْتُ رِيحًا قَطُّ ، أَوْ عَرْفًا قَطُّ : أَطْيَبَ مِنْ رِيحِ أَوْ عَرْفِ النَّبِيِّ ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) .  رواه البخاري (3561) ومسلم (2330) .

ورواه الترمذي (2015) بلفظ : ( … وَلَا شَمَمْتُ مِسْكًا قَطُّ وَلَا عِطْرًا كَانَ أَطْيَبَ مِنْ عَرَقِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) .

أما مدح النبي صلى الله عليه وسلم بهذه العبارة ، فالذي يظهر تركه ، لما فيه من الغلو ، والقول المخالف للواقع ؛ فالورد لم يتفتح من عَرَق النبي صلى الله عليه وسلم ، رغم أنه أطيب من الطيب ؛ وشأنه أطيب من ذلك ، ومقامه أجل من ذلك ، لكن هذا ليس واقعا ، ولم يحدث ، وإنما هو من باب المغالاة ، والغلو في المدح ؛ وقد نهانا النبي صلى الله عليه وسلم عن المبالغة في مدحه بما ليس بصحيح .

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أنه سَمِعَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ عَلَى المِنْبَرِ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ( لاَ تُطْرُونِي، كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ، فَقُولُوا عَبْدُ اللَّهِ، وَرَسُولُهُ ) رواه البخاري (3445) .

قال ابن الأثير رحمه الله تعالى :

”  الإطراء: مجاوزة الحد في المدح، والكذب فيه ” انتهى . “النهاية في غريب الحديث” (3 / 123).

ولعل بعض من ألف مثل هذا المديح ، أو الغناء ، إنما أخذه من حديث مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم ، وفيه :

( خلق الورد الأحمر من عرق جبريل ليلة المعراج، وخلق الورد الأبيض من عرقي، وخلق الورد الأصفر من عرق البراق ) .

قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى :  موضوع.

رواه ابن عساكر (4 / 236 / 1) عن الحسن بن عبد الواحد القزويني: أخبرنا هشام بن عمار: أخبرنا مالك عن الزهري عن أنس مرفوعا.

قلت: وهذا حديث موضوع آفته القزويني هذا قال الذهبي:

” روى في خلق الورد الأحمر خبرا كذبا، وهو غير معروف “.

وقال ابن عساكر عقب الحديث:

” قرأت بخط عبد العزيز الكتاني: قال لي أبو النجيب الأرموي: ” هذا حديث موضوع، وضعه من لا علم له، وركبه على هذا الإسناد الصحيح “.

وأقره الحافظ ابن حجر في ” لسان الميزان “. ” انتهى . “سلسلة الأحاديث الضعيفة” (2 / 187) .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android