سؤالي عن إطلاق عبارة ( قاهر المستحيل ) تطلق على شخص معاق فيقوم بأعمال قد لا يقوم بها السليم . وأيضا عبارة قاهر المرض أو مكث في صراع مع المرض أو الموت
حكم قولهم قاهر المستحيل وقاهر المرض ومكث في صراع مع المرض
السؤال: 264096
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
الأولى ترك هذه العبارات، وإن كان الغالب أن مطلقها لا يريد من ورائها معنى محذورا.
فقولهم: قاهر المستحيل، يعنون به: تمكن المعاق من العمل والإنجاز، وعدم الاستسلام لإعاقته، وهذا العمل ليس مستحيلا عقليا ، كالجمع بين الضدين، ولا مستحيلا عاديا كالطير في الهواء، ولكنه أمر شاق على أمثاله، فتسميته مستحيلا : هو من باب التوسع في العبارة ، وكنايات الكلام .
وكذلك قولهم: قاهر المرض، يعنون به أنه تغلب عليه، فإن البدن القوي يتغلب على المرض ويتجاوزه. أو أنه تحمله بصبر ، حتى زال عنه ، ولم يضعف له ، ولم تهِن قواه .
وقولهم: مكث في صراع مع المرض : أي طال مرضه، وقاوم بدنه المرض، إلى أن يتغلب واحد منهما.
وكذلك: صارع الموت، وهو استمرار آلام النزع.
فكل هذا : من باب التوسع في العبارة ، ولا يظهر في مثل ذلك التوسع حرج ، إن شاء الله .
لكن ينبغي التنبه إلى أن بعض الملاحدة يستعمل هذه العبارات ويريدون أن الإنسان تحدى القدر، وغلبه، وهذا كفر وكذب، فلا أحد يمكنه رد القدر إلا بالقدر نفسه، أي ببذل الأسباب التي قدر الله أنها تدفع البلاء، كالتداوي، والحمية، والدعاء، كما جاء في الحديث: (لَا يَرُدُّ الْقَدَرَ إِلَّا الدُّعَاءُ) رواه أحمد (22386) وابن ماجه (90) من حديث ثوبان، وحسنه الألباني في صحيح ابن ماجه.
والدعاء من جملة ما قدر الله تعالى. فالقدر يرد بالقدر، والعبد إنما يفر من قدر الله إلى قدر الله.
وأما أن يغلب أحد القدر، فهذا لا يكون، بل الأمر كما قال تعالى: (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) يوسف/21
ولهذا فالأولى ترك هذه العبارات، ورد الفضل إلى الله تعالى، فيقال: شفاه الله، وأنعم لله عليه بالشفاء، وأعانه الله، وذلل له الصعاب، ونحو هذا، فإن الفضل كله بيد الله سبحانه.
والله أعلم.
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب