0 / 0
27,87306/11/2017

هل ورد نهي عن النظر إلى البرق ؟

السؤال: 266572

هل يخشى من النظر إلى البرق؟ وهل ورد نهي عن ذلك؟

ملخص الجواب

ملخص الجواب :  ليس في النهي عن النظر إلى البرق حديث صحيح مرفوع ، وإنما روي عن بعض السلف، وأخذ به جمع من العلماء بعدهم، فمن اختار تقليدهم في ذلك : ساغ له ذلك . غير أنه لا يُجزَمُ في مثل ذلك بتحريم أو كراهة.

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :

ذكر بعض العلماء أن البصر قد يصاب بسبب البرق الشديد الخاطف ، خاصة إذا كانت ليلة شديدة مظلمة، لفجاءة الضوء وقوته .

قال الشيخ الأمين الشنقيطي عند تفسير قوله تعالى (يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ) :

“البرق الخاطف الشديد النور : يكاد يخطف بصر ناظره ، ولا سيما إذا كان البصر ضعيفا ; لأن البصر كلما كان أضعف ، كان النور أشد إذهابا له . كما قال الشاعر :

مثل النهار يزيد أبصار الورى * نورا ويعمي أعين الخفاش

وقال الآخر :

خفافيش أعماها النهار بضوئه *  ووافقها قطع من الليل مظلم” انتهى .

وتلك الفترة الخاطفة قد يذهب فيها البصر مؤقتا ، ثم تتكيف العين تدريجيا حتى تستعيد رؤيتها ، ولا يبعد أن تصاب بعض الأبصار بمضاعفات مرضية .

وفي “حاشية الجمل” (2/126) :

“وَقَوْلُهُ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ ؛ أَيْ : يُضْعِفُهَا اهـ. بِرْمَاوِيٌّ” انتهى .

ثانيا :

ليس في النهي عن النظر إلى البرق حديث مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما كرهه بعض العلماء من التابعين .

أخرج عبدالرزاق في مصنفه (3/94) عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ ” إذَا رَأَى أَحَدُكُمْ الْبَرْقَ أَوْ الْوَدْقَ فَلَا يُشِيرُ إلَيْهِ، وَلْيَصِفْ، وَلْيَنْعَتْ ” .

والنفي هاهنا يفيد النهي ، والمراد التحذير من الإشارة إليه بالبصر أو بغيره .

قال أبو السعادات ابن الأثير :

“هذا أثر عن عروة بن الزبير بن العوام وكان من أكابر التابعين وزهادهم.

“والبرق”: معروف وقد تقدم ذكره.

“والودق”: المطر وقد ودق يدق ودقا إذا قطر.

وقوله: “ولا يشير إليه” أي لا يومئ إليه بأصبعه.

“وليصفه ولينعته”: أي يصفه بالكثرة أو القلة ، أو بالقوة أو الضعف .

وما أعلم ، فيما يحضرني ، لنهيه عن الإشارة إليه وجهاً، وأرجو من الله -تعالى- أن يوفق لعرفانه .

على أنه قد جاء في بعض النسخ أن الشافعي قال: لم أزل أسمع عددا من العرب يكره الإشارة إليه” انتهى من “الشافي في شرح مسند الشافعي” (2/356) .

وجاء في “حاشية الجمل” (2/126) :

” )قَوْلُهُ فَلَا يُشِيرُ إلَيْهِ) أَيْ : لَا بِبَصَرِهِ وَلَا بِغَيْرِه” انتهى .

قال النووي في “منهاج الطالبين” (55) :

“وَيُسَبِّحَ عِنْدَ الرَّعْدِ وَالْبَرْقِ، وَلَا يُتْبِعَ بَصَرَهُ الْبَرْقَ” انتهى .

قال ابن حجر الهيتمي في شرح قول النووي :

” (وَلَا يُتْبِعُ بَصَرَهُ الْبَرْقَ) أَوْ الْمَطَرَ أَوْ الرَّعْدَ، قَالَ الْمَاوَرْدِيُّ؛ لِأَنَّ السَّلَفَ الصَّالِحَ كَانُوا يَكْرَهُونَ الْإِشَارَةَ إلَى الرَّعْدِ وَالْبَرْقِ ، وَيَقُولُونَ عِنْدَ ذَلِكَ : لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ ؛ فَيُخْتَارُ الِاقْتِدَاءُ بِهِمْ” انتهى من “تحفة المحتاج” (3/82) .

وينظر : “شرح المنتهى” (1/338) .

والخلاصة :

ليس في النهي عن النظر إلى البرق حديث صحيح مرفوع ، وإنما روي عن بعض السلف، وأخذ به جمع من العلماء بعدهم، فمن اختار تقليدهم في ذلك : ساغ له ذلك .

غير أنه لا يُجزَمُ في مثل ذلك بتحريم أو كراهة.

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android