أريد أن أعرف الفرق بين اسم ماريا وبين مريم ، فهل صحيح أن مريم :عابدة الله ، ماريا : الملساء ؟ وهل ماريا اسم عربي أم لا ؟ وهل أم ماريا رضي الله عنها أمة نبي صلى الله عليه وسلم أصلها رومي ، ولهذا سميت بماريا أم الاسم عربي ، أريد أن أعرف الفرق بين العرب والقبط .
ما الفرق بين العرب والقبط؟ وما معنى اسم مريم ومارية؟
السؤال: 271332
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولا:
القبط والعرب جنسان متمايزان.
فالعرب: هم الجنس المعروف الذي سكن ومازال شبه جزيرة العرب.
وأما القبط: فهو أحد الأجناس التي سكنت مصر قديما، ولهم لغتهم الخاصة.
جاء في “الموسوعة العربية العالمية” (2 / 409 – 410):
” الأقباط : اسم يشير إلى بعض سكان مصر القديمة ، وكانوا يتكلمون لهجة من لهجات اللغة المصرية القديمة الغنية بالعديد من الكلمات اليونانية المكتوبة بألفبائية يونانية معدلّة … ” انتهى.
وقد اعتنقوا النصرانية قديما، ومع انتشار الإسلام دخل كثير منهم في الإسلام وامتزجوا بباقي الأجناس المسلمة التي سكنت مصر واتخذوا العربية لغة لهم، وبقي بعضهم على النصرانية والتمسك بهذه القومية ، وإليهم يشير اسم “القبط” إذا أطلق في هذا الزمن.
ثانيا:
اسم “مريم” هو علم أنثى في “اللغة الآرامية” التي كانت يذكر أنها لغة قوم عيسى عليه السلام في زمنه .
وقد اجتهد بعض الباحثين في اللغات بالرجوع بهذا الإسم إلى أصله القديم ، ووضّح أن معنى اسم “مريم” هو: أمة الربّ.
قال الأستاذ رءوف أبو سعدة :
” (مريم) أم عيسى عليه السلام، اسم آرامي مزجي مُرَخّم، أصله: ماري + أما.
المقطع الأول يعني بالآرمية “الربّ”، والمقطع الثاني “أما” يعني بالآرامية أيضا نفس ما تعنيه “الأَمَة” عربيا.
فاسمها عليها السلام يعني “أَمَة الربّ” ، قُدِّم فيه المضاف إليه على المضاف، تعظيما لاسم الربّ تبارك وتعالى…
وكان حقُّه أن ينطق: “ماريأما”، كاملا، ولكن المزجية سهّلت الهمزة، فأصبح: “ماريما”، ثم رُخِّم بحذف ألف المد الخاتمة، فأصبح “مريم” طبق الأصل من نطقه اليوناني “Mariam” في الأناجيل اليونانية، وهو نفس نطقه في القرآن…
وقد علم مفسرو القرآن معنى هذا الاسم “مريم”، فقالوا إن معناه “خادم الربّ” بلغة قومها، وخادم الرب هي نفسها أمة الربّ، وهم لم يعلموا هذا من حديث أو سنة، فليس في صحيح الحديث من هذا شيء ، وإنما علموه من رواتهم من أهل الكتاب، النصارى لا اليهود، السريان لا العبرانيين؛ لأن هذا الاسم “مريم” لا يصح تفسيره من العبرية بمعنى خادم الرب أو أمة الرب، لأن “ماري” بمعنى الرب ليست عبرانية، وإنما هي آرامية بحت ( والآرامية هي السريانية لغة هؤلاء النصارى السريان)…
فسّر القرآن على منهجنا في هذا الكتاب الاسم الآرامي “مريم” – يعني أمة الربّ – تفسيرا مباشرا في قوله عز وجل:( يَامَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ ) آل عمران (43).
وقوله أيضا في مريم:( وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ ) التحريم (12).
ومعنى “قنت” في اللغة العربية هو “ذلّ له وخضع وانقاد”؛ فهو العبد، قال عزّ وجلّ متحدثا عن ذاته:( وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ ) الروم (26).
أي كل له منقاد ذلول وإن جحد وبطر… ” انتهى من “العلم الأعجمي في القرآن مفسرا بالقرآن” (2 / 251 – 258).
وأما اسم “مارية” فله مصدران:
– مصدر أعجمي: وهو الاسم المشهور في هذا الزمن في بلاد النصارى، فهو طريقة الروم في نطق اسم “مريم”، ولعله دخل من الروم إلى نصارى العرب والقبط ، وينطق مخفف الياء “ماريَة”.
قال ابن دريد:
” ومِمّا أخذوه من الرومية أيضا: مارِيَة ” انتهى من “جمهرة اللغة” (3 / 1326).
– وله أيضا مصدر عربي، فهذا الاسم بالنظر إلى اشتقاقه العربي يعني – كما يذكر أهل اللغة -: ” البيضاء، البراقة” ، وكذا “الملساء”، وهو بهذا المعنى مشدد الياء “ماريَّة”، ويستعمل وصفا.
جاء في “القاموس المحيط” (ص 477 – 478):
” وامرأةٌ مارِيَّةٌ: بَيْضاءُ بَرَّاقَةٌ ” انتهى.
وقال الزبيدي:
” (والمارِيَّةُ) ، بتشديد الياء: (القَطاةُ المَلْساءُ)؛ نقله الجَوْهرِي؛ زاد الأصْمعي: الكثيرة اللّحم.
و أيضا: (المِرآة البَيْضاءُ البَرَّاقَةُ) كذا في النُّسَخ.
وفي المُحْكم: وامرأة ماريّة بيضاء برّاقة ” انتهى من “تاج العروس” (39 / 525).
والله أعلم.
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب