كنت حاملا في الشهر السابع، وارتفع ضغطي، فذهبت للمستشفى، وقالت لي الدكتورة: بضرورة بقائي في المستشفى، ولكنني لم أستطع، فأعطتني علاجا، وخرجت من المستشفى على مسؤوليتي؛ لأن لدي بنتا صغيرة، ولا يوجد من يعتني بها، حيث أعيش في منطقة لا يسكن بها أهلي، فمات الجنين بالشهر السابع، وتكرر هذا معي في حمل آخر، حدث هذا قبل 24 سنة، فهل علي كفارة أو صيام؟
ارتفع ضغطها وطلب منها البقاء في المسستشفى فرفضت ومات الجنين فهل عليها شيء؟
السؤال: 363339
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
ارتفاع ضغط الدم قد يؤدي إلى موت الجنين، سواء بقيت الأم في المستشفى أو عادت إلى بيتها وتناولت العلاج، بحسب ما أفادنا طبيب مختص، وتناول العلاج ليس واجبا في قول جمهور أهل العلم، فلا يظهر أن عليك شيئا في رفض التنويم في المستشفى.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن التداوي : ” ليس بواجب عند جماهير الأئمة ، إنما أوجبه طائفة قليلة من أصحاب الشافعي وأحمد ” نقله السفاريني في “غذاء الألباب” (1/ 459).
وجاء في ” فتاوى اللجنة الدائمة ” (21/ 404): “كنت حاملا في الشهر التاسع، وشعرت ببعض الآلام التي ألزمتني مراجعة المستشفى، وأفادني الطبيب المختص بإجراء عملية جراحية سريعة لإنقاذ الجنين، حيث تتعذر الولادة بطريقة طبيعية، رفضت تلك العملية وأفادني الطبيب؛ بأنه إذا لم أوافق على إجراء العملية بهذه السرعة، فإن ذلك خطر على الجنين، وربما يتعرض للوفاة، وفعلا قد توفي في بطني بعد أيام قلائل.
فضيلة الشيخ: هل علي إثم في ذلك، وأعتبر نفسي بأنني قد تسببت في وفاته، نظراً لرفضي العملية التي سوف تكون إنقاذاً لحياته المهددة بالخطر بمشيئة الله حسب إفادة الأطباء، وهل ذلك يوجب علي الكفارة، بصيام شهرين متتالين؟
ج: إذا كان الواقع ما ذكر في السؤال: فليس عليك شيء في وفاة الجنين، لأنه لا يعتبر تركك العملية تفريطاً في حياته، ولا تسببا في وفاته؛ ولأن العملية قد لا يتحقق منها المقصود الذي ذكره الطبيب، والأصل براءة الذمة، والحمد لله.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم “انتهى.
ويقال هنا: إن رفضك للتنويم لا يعتبر تفريطا في حياة الجنين ولا تسببا في وفاته، ولأنه مع التنويم في المستشفى قد يموت الجنين بسبب ارتفاع الضغط.
ونسأل الله أن يخلف عليك خيرا وأن يبارك لك في أولادك.
والله أعلم.
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب