شرح حديث (إذا تبايعتم بالعينة...)
(إذا تبايعتم بالعينة) العينة حيلة يحتال بها بعض الناس على التعامل بالربا، فالعقد في صورته بيع، وفي حقيقته ربا. (وأخذتم أذناب البقر) يعني للحرث عليها. (ورضيتم بالزرع) ليس المراد بهذه الجملة والتي قبلها ذم من اشتغل بالحرث واهتم بالزرع. وإنما المراد ذم من اشتغل بالحرث ورضي بالزرع حتى صار ذلك أكبر همه. (وتركتم الجهاد) يعني تركتم ما يكون به إعزاز الدين فلم تجاهدوا في سبيل الله بأموالكم ولا بأنفسكم ولا بألسنتكم. (سلط الله عليكم ذلا) أي عاقبكم الله تعالى بالذلة والمهانة، جزاء لكم على ما فعلتم، من التحايل على التعامل بالربا، وانشغالكم بالدنيا وتقديمها على الآخرة، وترككم الجهاد في سبيل الله، فتصيرون أذلة أمام الناس. (حتى ترجعوا إلى دينكم) أي يستمر هذا الذل عليكم، حتى تعودوا إلى إقامة الدين كما أراد الله عز وجل، فتطيعوا الله في أوامره، وتجتنبوا ما نهاكم الله عنه، وتقدموا الآخرة على الدنيا، وتجاهدوا في سبيل الله.
473,330