هل كتب البلاذري التاريخية موثوقة ؟
والخلاصة
أن الباحث المحقق لا يعتمد على موثوقية الكاتب أو الكتاب ، بقدر ما يستند إلى الدرس
الخاص بالرواية نفسها ، وذلك بتمحيص أسانيدها وأركانها ، وعرضها على النقد الداخلي
والخارجي ، ليصير إلى النتيجة في كل رواية على حدة ، وبهذا ينتفع الباحث من كتب
التاريخ كلها حتى لو اشتملت على بعض الروايات الغريبة المنكرة ، كما في كتب
البلاذري .
وهذا ما سلكه المحققون من العلماء ، كالحافظ المزي ، والذهبي ، والحافظ ابن حجر ،
ومن المتأخرين العلامة محمد رشيد رضا ، والشيخ الألباني رحمهم الله جميعا ، وغيرهم
من علماء الرجال والتاريخ المتأخرين ، امتلأت كتبهم بالاعتماد على كثير من مرويات
البلاذري ، ولم يردها أحد لمجرد ورودها من طريقه ، وإنما كانوا يقيمون البحث الخاص
للتحقق من الرواية ، كما هو الشأن في التعامل مع أي كتاب .
للفائدة ، ينظر جواب السؤال رقم : (105660) .
والله أعلم .
52,371