أسأل فضيلتكم عن مدى صحة الحديث القدسي التالي: (يا اِبنَ آدمَ خَلَقتُكَ لِلعِبَادةَ فَلا تَلعَب، وَقسَمتُ لَكَ رِزقُكَ فَلا تَتعَب، فَإِن رَضِيتَ بِمَا قَسَمتُهُ لَكَ أَرَحتَ قَلبَكَ وَبَدنَكَ، وكُنتَ عِندِي مَحمُوداً، وإِن لَم تَرضَ بِمَا قَسَمتُهُ لَكَ فَوَعِزَّتِي وَجَلالِي لأُسَلِّطَنَّ عَلَيكَ الدُنيَا تَركُضُ فِيهَا رَكضَ الوُحوش فِي البَريَّةَ، ثُمَّ لاَ يَكُونُ لَكَ فِيهَا إِلا مَا قَسَمتُهُ لَكَ، وَكُنتَ عِندِي مَذمُومَا).
صحة الحديث القدسي (خلقتك للعبادة فلا تلعب)
السؤال: 104924
ملخص الجواب
الذي يظهر أن هذا الكلام (يا ابن آدم خلقتك للعبادة فلا تلعب…) منقول عن بعض كتب بني إسرائيل، نقله كعب الأحبار أو غيره، فنسبه بعضهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم خطأ أو عمدا .إذ لم يرد هذا الحديث في شيء من كتب السنة، ولم يرد بسندٍ حتى ينظر في صحته أو ضعفه، فلا يجوز الجزم بنسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
Table Of Contents
درجة الحديث القدسي المشهور (خلقتك للعبادة فلا تلعب)
الذي يظهر أن هذا الكلام منقول عن بعض كتب بني إسرائيل، نقله كعب الأحبار أو غيره، فنسبه بعضهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم خطأ أو عمدا .إذ لم يرد هذا الحديث في شيء من كتب السنة، ولم يرد بسندٍ حتى ينظر في صحته أو ضعفه، فلا يجوز الجزم بنسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
وكل من نقله أو ذكره في كتابه إنما ينسبه لآثار بني إسرائيل أو التوراة، كما فعل ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (8/52)، وابن القيم في "الجواب الكافي" (ص/141)، وابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" (7/426) .
وقال الأبشيهي في "المستطرف" من كتب النوادر والأدب (1/153):
" روي أن هذه الكلمات وجدها كعب الأحبار مكتوبة في التوراة فكتبها، وهي: …- فذكر رواية أطول من المذكور في السؤال " انتهى .
وقد حكم الشيخ ابن عثيمين عليه بقوله: " غير صحيح "، كما في "الفتاوى الصادرة من مركز الدعوة بعنيزة" (3/63).
حديث صحيح يغني عن أثر (خلقتك للعبادة فلا تلعب)
يغني عن هذا الأثر، الحديث الصحيح الذي يرويه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ! تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِي أَمْلَأْ صَدْرَكَ غِنًى، وَأَسُدَّ فَقْرَكَ، وَإِلاَّ تَفْعَلْ مَلَأْتُ يَدَيْكَ شُغْلاً، وَلَمْ أَسُدَّ فَقْرَكَ رواه الترمذي (2466) وحسنه ابن مفلح في "الآداب الشرعية" (3/262)، وصححه الشيخ أحمد شاكر في تحقيقه للمسند (16/284) والشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" (1359) .
ولمزيد الفائدة، ينظر هذه الأجوبة: 224885، 45529، 14258، 21519 .
والله أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة