ما صحة هذا الحديث ؟
قال النبي صلى الله عليه وآله : ( أكثروا الصّلاة عليّ ، فإنّ صلاتكم عليّ مغفرةٌ لذنوبكم ) .
حديث: (صلاتكم علي مغفرة لذنوبكم)
السؤال: 130211
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
هذا الحديث لا يصح سنده إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، إنما روي عن الحسن بن علي رضي الله عنهما بسند ضعيف جدا ، ولفظه : (أكثروا الصلاة علي ، فإن صلاتكم علي مغفرة لذنوبكم ، واطلبوا لي الدرجة الوسيلة ، فإن وسيلتي عند ربي شفاعة لكم) .
قال الشيخ الألباني رحمه الله :
“ضعيف جدا ، رواه ابن عساكر ( 17/246/1 ) ، عن ناشب بن عمرو الشيباني : نا مقاتل بن حيان عن أبي صالح عن الحسن بن علي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا ، ناشب بن عمرو الشيباني ، قال البخاري : منكر الحديث . وقال الدارقطني : ضعيف” انتهى .
“السلسلة الضعيفة” (رقم/2252) .
وما جاء في هذا الحديث من أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم سبب لمغفرة ذنوبه ، قد ثبت في حديث آخر .
روى أحمد (20736) والترمذي (2457) – واللفظ له – عن أبي بن كعب رضي الله عنه قَالَ : (قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ ، فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي ؟ فَقَالَ : مَا شِئْتَ . قَالَ : قُلْتُ : الرُّبُعَ ؟ قَالَ : مَا شِئْتَ ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ . قُلْتُ : النِّصْفَ ؟ قَالَ : مَا شِئْتَ ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ . قَالَ : قُلْتُ : فَالثُّلُثَيْنِ ؟ قَالَ : مَا شِئْتَ ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ . قُلْتُ : أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا ؟ قَالَ : إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ ، وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ)وحسنه الألباني في “سنن الترمذي” .
قال ابن القيم رحمه الله في “جلاء الأفهام” :
“سئل شيخنا أبو العباس عن تفسير هذا الحديث ، فقال : كان لأبي بن كعب دعاء يدعو به لنفسه ، فسأل النبي هل يجعل له منه ربعه صلاة عليه ؟ فقال إن زدت فهو خير لك . فقال له : النصف ؟ فقال : إن زدت فهو خير لك … إلى أن قال : أجعل لك صلاتي كلها ؟ أي : أجعل دعائي كله صلاة عليك ؟ قال : إذاً تكفى همك ويغفر لك ذنبك . لأن من صلى على النبي صلاة صلى الله عليه بها عشرا ، ومن صلى الله عليه كفاه همه ، وغفر له ذنبه . هذا معنى كلامه رضي الله عنه” انتهى .
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (منْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ : اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ ، وَالصَّلَاةِ الْقَائِمَةِ ، آتِ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ ، وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِي وَعَدْتَهُ . حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ) رواه البخاري (614) .
والله أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب