إذا ائتمن الموظف على عملٍ ما فالواجب عليه أن يؤدي تلك الأمانة ، باتقان وإحسان ، لقول الله تعالى : (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا) النساء/58 ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه) صححه الألباني في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (1113).
وعلى هذا ، فإذا كان التجاوز عن المواصفات شيئاً يسيرا ، جرت العادة بالتسامح فيه في أعمال المقاولات ، فلا حرج في التجاوز عنه .
أما إذا كان اختلافاً كثيرا عما هو مطلوب ، بحيث يعد غشاً وفساداً ، فلا يجوز استلام العمل من المقاول إلا إذا كتب في التقرير الصفات الناقصة التي لم يلتزم بها المقاول .
حتى لو أمرك في هذه الحالة مديرك بالتجاوز عنها واستلام العمل ، فلا تجوز طاعته ، لأنه يأمرك بالغش والكذب وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (لَاطَاعَةَلِمَخْلُوقٍفِيمَعْصِيَةِاللَّهِعَزَّوَجَلَّ) رواه أحمد (1098) وصححه الألباني في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (197).
وإذا أمكنك أن ترفع الأمر إلى المسؤولين لاتخاذ الإجراء المناسب كان ذلك أمراً حسناً ، إلا إذا خشيت على نفسك أن يقوم أحد هؤلاء بالإضرار بك ، فيكفيك أن تمتنع عن الاستلام إلا إذا كتبت المواصفات الناقصة ، وذلك قياماً بالواجب عليك في عملك ، وحتى لا تتهم فيما بعد بالغش والمواطأة مع المقاول .
واعلم أن من أرضى الله بسخط الناس ، رضي عنه الله وأرضى عنه الناس .
فاحرص على إرضاء الله تعالى ولا تخش في الله لومة لائم ، (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ) الطلاق/2 ، 3 .
نسأل الله لك التوفيق والسداد .
والله أعلم