هل يُعَدُّ الطفل غير الشرعي هبة من الله ؟
والحاصل :
أن مثل هذه المرأة ، إذا ابتليت بهذا الذنب ، وكان من أمرها ما كان ، ثم إنها تابت
إلى الله الرحمن الرحيم ، توبة نصوحا ، ولازمت الأعمال الصالحة : فإنها تكون من أهل
هذه الآية الكريمة ، بإذن الله الرحمن الرحيم .
فلتجتهد هي في تربية ولدها على طاعة الله تعالى ، ولتنشئه على تقوى الله تعالى
ومرضاته ، وساعتها يكون كل عمل صالح يقوم به هذا الولد في ميزان حسناتها ، إن شاء
الله ، ويصبح هذا الولد نعمة لها ، وتصير المحنة ، منحة بكرم أرحم الراحمين .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
قَالَ : ( مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى ، كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ
تَبِعَهُ ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا ، وَمَنْ دَعَا إِلَى
ضَلَالَةٍ ، كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ ، لَا
يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا ) رواه مسلم ( 2674 ) .
قال النووي رحمه الله تعالى :
" من دعا إلى هدى كان له مثل أجور متابعيه ، أو إلى ضلالة كان عليه مثل آثام تابعيه
، سواء كان ذلك الهدى والضلالة : هو الذي ابتدأه ، أم كان مسبوقا إليه ، وسواء كان
ذلك تعليم علم أو عبادة أو أدب أو غير ذلك " انتهى من " شرح صحيح مسلم " ( 16 / 227
) .
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ،
أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( إِذَا مَاتَ
الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ : إِلَّا مِنْ
صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو
لَهُ ) رواه مسلم ( 1631 ) .
والله أعلم .
42,697