شبهة حول نزول الله إلى السماء الدنيا مع اختلاف الثلث الأخير باختلاف البلدان
والحاصل :
أن هذه الشبهة لا ترد إلا من تشبيه نزول الله بنزول المخلوق، وأما من أثبت لله
تعالى نزولا يليق بجلاله وعظمته، مغايرا لنزول المخلوقين، فلا ترد عليه هذه الشبهة
.
فالله قادر على أن ينزل نزولا واحدا، يقع لكل قوم في ثلثهم الأخير، كما أنه يجيب كل
مصل ، ولو صلى إليه ملايين المصلين في لحظة واحدة، أو صلوا على مدار اليوم والليلة،
فتبارك ربنا وتعالى وتقدس، لا يشغله شأن عن شأن.
وما أجمل ما أجاب به الإمام
إسحاق ابن راهوية لمن استعظم نزوله تعالى إلى السماء الدنيا.
روى النجاد عن الإمام إسحاق بن راهويه أنه قال: "دخلت على ابن طاهر فقال: ما هذه
الأحاديث؟ تروون أن الله ينزل إلى السماء الدنيا؟
قلت: نعم، رواها الثقات الذين يروون الأحكام، فقال: ينزل ويدع عرشه؟ فقلت: يقدر أن
ينزل من غير أن يخلو منه العرش؟ قال: نعم، قلت: فلم تتكلم في هذا؟"
صححه الألباني في "مختصر العلو للذهبي"، ص 192 .
فيقال هنا: أيقدر أن ينزل
نزولا واحدا يقع لكل قوم في ثلثهم الأخير؟
فإن قيل: نعم.
قيل: فلم تتكلم في هذا؟!
والله أعلم.
126,407